[glow=000000]المطلب الثالث[/glow]
[glow=000000]
العفــو الخـاص
[/glow]
وبما ان العفو الخاص هو احد أسباب سقوط الاحكام الجزائية في قانون العقوبات الأردني وهذا ما اورده المشرع في نص المادة (48) من قانون العقوبات الاردني
لذ سوف اتناول هذا المطلب بسبعة فروع على النحو التالي
1. تعريف العفو الخاص
2. لمحه تاريخيه عن العفو الخاص وأهمية
3. الجهة التي تصدر العفو الخاص
4. اثار العفو الخاص
5. طبيعة العفو الخاص
6. الأصول الواجب إتباعها للحصول على العفو الخاص
7. شروط إجراءات العفو الخاص
[glow=000000]
الفرع الاول
تعريف العفو الخاص
[/glow]
لم يرد نص في القانون يعرف العفو الخاص وانما جميعها اعطت هذا الحق بيد جلالة الملك وكما هو الحال في العفو العام فأن شراح القانون عرفو العفو الخاص عند تناولهم لموضوع إسقاط دعوى الحق العام وأورد من هذا التعاريف الاتية
ونجد ان الدكتور محمد الحلبي قد عرف العفو الخاص هو منحه من جلالة الملك للمحكوم عليه يمنحها بصوره فرديه لشخص معين او عدت أشخاص في مناسبات معينه ولكنه ليس حقا للمحكوم عليه فليسا له ان يطالب فيه وان صدر فهو ملزم له ولا مجال لرفضه ولا يحق للمحاكم النظر في شرعيته لأنه عمل من أعمال السيادة .[16]
وعرفه الدكتور محمود اسماعيل هو منحه من رئيس الجمهورية لشخص حكم عليه نهائيا بالعقوبة فيعفى منها كليا او بعضها او يستعاض عنها بعقوبة اخف تكون مقرره قانونا .[17]
وعرفه الدكتور محمود نجيب حسني هو أنها التزام بتنفيذ العقوبة إزاء شخص صدر ضده حكم مبرم بها أنها كليا او جزائيا او ستبدل التزام اخر به موضوعه عقوبة اخرى وذلك بناء على مرسوم صادر عن رئيس الدولة .[18]
وكذلك عرفه الدكتور عبود السراج انه منحه من رئيس الدولة تزول بموجبها العقوبة عن المحكوم عليه كلها او بعضها او تستبدل بعقوبة اخف منها .[19]
ونخلص مما تقدم من تعريف شراح القانون الى ان العفو الخاص هو منحه من جلالة الملك ورئيس الدولة يمنحها الى احد الافراد او بعضهم بصفته الشخصية يهدف من ذلك الى تهدئه النفوس وإطفاء جذوه مشاحنات محليه و لغايات اصلاحيه نبيلة او يكون خاص ببعض أنواع الجرائم ضمن شروط معينه تحدد بموجبه ودائماً الاردن السباق في اصدار العفو الخاص عن السياسين ومثال ذلك العفو الذي صدر عن ليث شبيلات وتوجان فيصل وآخرها في قضية النواب
[glow=000000]الفرع الثاني[/glow]
[glow=000000]
لمحه تاريخيه عن العفو الخاص وأهمية
[/glow]
ان العفو الخاص ليس جديدا اذ عرفته الدول منذ القدم اذا كان هذا الحق بيد الملوك والسلاطين ومنذ ذلك التاريخ وعلى امتداد الزمن أصبح لهذا العفو وجوده الواضح والملموس اذا أصبح يستخدمه رؤساء الدول في كثير من الأوقات من اجل امتصاص غضب المجتمع وفي بعض الأحيان قد يصدر الرئيس عفو خاص يكون الغاية منه تحقيقا لمصالحه وكسب اكبر قدر ممكن من رضاء الشعب .
وقد نجد ان العفو الخاص له اهمية ومن اهمية العفو الخاص هي اسقاط العقوبة نهائيا او بتخفيضها او استبدالها بعقوبة اخف منها.
وقد يكون العفو الخاص هو المخرج الوحيد لإخراج شخص قد حكم عليه ففي مثل هذه الحالة اما ان يصدر العفو الخاص باسقاط العقوبة او بتعديلها الى عقوبة اخف منها ونجد ان مثل هذا العفو قد يحقق التوازن بين العدل والرحمة نجد ان العفو الخاص في بعض الأحيان يحقق فائدة عظيمه عندما يرى رئيس الدولة ان صدور العفو الخاص فيه مصلحه للمجتمع وان عدم تنفيذ العقوبة او الابتعاد عن هذا التنفيذ هو السبيل الوحيد لتهدئه الخواطر.
ومن الامور الجديرة بلا الاهتمام وهي ان العفو الخاص قد يكون أهم وسيله لإصلاح الأخطاء القضائية بعد صدورها با الحكم النهائي ,وكذلك نرى ان العفو الخاص قد يكون سبيل لتخفيف شدة الحكم وقسوته .
وغالبا ما يصدر العفو الخاص عن الجرائم السياسية, ونود ان نشير هنا الى ان صدور العفو الخاص من قبل رئيس الدولة لا يعتبر اعتداء على استقلال القضاء وإنما وهو عمل من اعمال السيادة فهذا الأمر مربوط بيد صاحب السلطة الذي يرى في بعض الأحيان ان صدور مثل هذا العفو هو أفضل من تنفيذ العقوبة .
وتبين مما سبق ان شروط العفو الخاص هي :-
1. إصلاح الأخطاء القضائية
2. تجنب تنفيذ بعض العقوبات القاسية كعقوبة الإعدام
3. قد يكون مكافئه للمحكوم عليه اذا اثبت حسن سلوكه
4. لإيجاد توازن بين الظروف الانسانية والعدالة
5. إسدال الستار على جريمة سياسيه معينه
6. إطفاء جذوه الفتن والمشاحنات المحلية
[glow=000000]
الفرع الثالث
الجهة التي تصدر العفو الخاص
[/glow]
ان المتتبع لتاريخ العفو الخاص يجده يصدر عن رئيس الدولة فمنذ القدم والعفو الخاص بيد صاحب السلطة فهو يصدر عنه اما القانون الأردني كغيره من التشريعات الأخرى فقد حصرت حق إصدار العفو الخاص بيد جلاله الملك وهذا الأمر جاء واضحا في نصوص القانون ونجد ان المادة (51) من قانون العقوبات الأردني على ان العفو الخاص يصدر عن جلاله الملك ونصت المادة على ما يلي (يمنح جلالة الملك العفو الخاص بناء على تنسيب مجلس الوزراء مشفوعا ببيان رائيه . الفقرة الثانية من المادة (2) لا يصدر العفو الخاص عمن لم يكن قد حكم عليه حكما مبرم . الفقرة الثالثة من المادة (3) العفو الخاص شخصي ويمكن ان يكون باسقاط العقوبة او بدالها او بتخفيضها كليا اوجزئيا.
ونصت المادة (38) من قانون الدستور الأردني (للملك حق العفو الخاص وتخفيض العقوبة وأما العفو العام فيقرر بقانون خاص ) ونجد ان بعض التشريعات الأخرى قد اعطت الحق في إصدار العفو الخاص لرئيس الجمهورية ونجد ذلك في التشريع المصري اما التشريع السوري فهو يصدر عن لجنه يكون رئيس الدولة وحده بصفته ممثل لسيادة آلامه الأ ان لوزارة العدل حق مراقبته بصوره غير مباشره وهولا ينفذ الا بتوقيع وزير العدلية, وفي سوريا نجد ان الجنة العفو مكونه من قضاة من المرتبة الأولى اما التشريع اللبناني فنجد انه أعطى الحق لرئيس الدولة بعد استطلاع رأي لجنة العفو وقد حل مجلس القضاء الأعلى محل هذه اللجنة ورأي المجلس غير الازامي لرئيس الدولة .)[20]
[glow=000000]
الفرع الرابع
آثار العفو الخـــــــاص
[/glow]
ان صدور العفو الخاص من قبل جلالة الملك يودي الى الإعفاء من العقوبة وإسقاطها او بدلها بعقوبة أخرى او بتخفيضها كليا او جزئيا ,وان هذا العفو هو عمل من اعمال السيادة و لا يملك القضاء المساس به او التعقيب عليه وجاء هذا الأمر واضحا في نص المادة ( 51/3) من قانون العقوبات (العفو الخاص شخصي ويمكن ان يكون باسقاط العقوبة او بدالها او بتخفيضها كليا او جزئيا .
كما ان الحكم في العقوبة رغم صدور العفو الخاص يبقى قائما ومنتجا لآثاره القانونية فتبقى الصفة الإجرامية عالقة به ولا يوثر فيما تم تنفيذه من عقوبات ولا يمتد الى العقوبة التبعية او الإضافية ولا يوثر على حقوق الغير المترتبة عن الجريمة كالتعويض عن الضرر والمصادرة
وهذا يعني انه لا يترتب على العفو الخاص عن العقوبة إلغاء الحكم وإنما يترتب عليه تغيير نوع العقوبة ومقدارها او اعتبارها كأنها نفذت ويبقى المحكوم عليه خاضعا لإحكام العود والتكرار وغير ذلك من الآثار المدنية الناتجة عن الجريمة لان العقوبة هي التي تسقط.
اما الجريمة نفسها فتستمر بجميع أثارها وانه لا يوثر العفو الخاص على حقوق الغير او على الضرر الناتج عن الجريمة .
والعفو الخاص هو منحه للمحكوم عليه لا يمكن ان يرفضها ونجد ان العفو الخاص قد يكون شخصي إي بصوره فرديه .
ونجمل آثار العفو الخاص والعام بالنقاط التالية:-
· العفو الخاص شخصي لا يمتد أثره الى الشركاء في الجريمة الا أذا شملتهم الإرادة الملكية السامية
· العفو الخاص منحه للمحكوم عليه لا يجوز ان يرفض الاستفادة منها
· يشمل العفو الخاص العقوبات الأصلية فقط وهو يقضي ببدالها او باسقاط مدتها او بتخفيضها كليا او جزئيا ونجد ان العفو لا يشمل العقوبات الفرعية او الإضافية والتدابير الاحترازية المقضي بها بالاضافة الى عقوبة أصليه الا بموجب نص صريح في المرسوم الذي يمنحه
· العفو الخاص يسقط العقوبة ولا يسقط الحكم ومعنى ذلك ان مفعول الحكم يستمر لتطبيق الاحكام المتعلقة بوقف التنفيذ ووقف الحكم النافذ وإعادة الاعتبار والتكرار واعتياد الإجرام
· لا يوثر العفو الخاص على حقوق المجني عليه في التعويض عن الضرر الذي أصابه من الجريمة .
ونخلص مما تقدم ان من الحقوق التي أعطها المشرع للمتضرر من الجريمة وهو حقه في التعويض ولم يحرمه ذلك الحق على الرغم من صدور العفو الخاص ,فا لعفو الخاص يعتمد على اعتبارات تتعلق بمصلحة المجتمع .
لذلك عندما يصدر العفو الخاص فنجده اما ان يقوم بالإعفاء الكلي عن الجريمة او ان يستبدلها بعقوبة اخف وهذا ما أوضحته سابقا في نص المادة (51\2)من قانون العقوبات الأردني .
لذلك عندما يصدر العفو الخاص يجب ان يتضمن بيان واضحا فيما اذا كان هذا الإعفاء من العقوبة كليا او جزئيا وفي الحالة الثانية يجب ان يتضمن العفو الخاص نوع ومقدار العقوبة التي تفرض على المحكوم عليه عوضا عن العقوبة التي عفي منها, وهذا الأمر الا يمنع جلالة الملك من استبدال عقوبة أصليه كالإعدام بعقوبة أخرى كالإشغال الشاقة الموبده.
اما العقوبات الفرعية والإضافية والتدابير الاحترازية المقضي بها بالإضافة الى عقوبة أصليه فلا يشملها قانون العفو الخاص الا بموجب نص صريح بإرادة ملكيه و العفو الخاص لا يرد على العقوبات المسلكية ولا يشمل تدابير الحماية والتاديب.
لذلك نجد ان العفو الخاص عندما يصدر يجب ان يتضمن في الإرادة الشركاء والمتدخلين والمحرضين لا انه اذا لم يذكر ذلك في الإرادة فانه لا يشملهم هذا العفو .
[glow=000000]الفرع الخامس[/glow]
[glow=000000]
طبيعة العفو الخاص
[/glow]
ان العفو الخاص هو عمل من اعمال السيادة يختص جلالة الملك وحده بإصداره وهذا واضح في نص المادة(51) من قانون العقوبات .
لذلك نجد ان القضاء لا يملك المساس به او التعليق عليه لأنه منحه من جلالة الملك الى الشخص او الأشخاص الذين صدرت احكام قطعيه بحقهم ,ونجد ان الأردن من أكثر الدول التي يصدر فيها العفو سواء العام او الخاص .
وأود ان أشير الى أخر عفو خاص قد صدر في الأردن الا وهو صدور الإرادة الملكية السامية بتاريخ 30\9\2006 بالعفو الخاص عن كل من النائب ابو فارس والنائب ابو السكر [21]
لذلك نجد ان العفو الخاص لا يصدر الا بعد ان يصبح الحكم قطعيا وذلك لإعطاء القضاء المجال الأوسع لتحقيق العدالة وعدم التدخل في عمل القضاء وبعد ان يصدر القضاء كلمته الأخيرة في القضية ويصبح الحكم قطعي فأنه في مثل هذه الحالة يصبح الأمر بيد جلالة الملك فهو الوحيد الذي يستطيع ان يصدر الإرادة الملكية بالعفو عن هذا الشخص المحكوم عليه .
وفي بعض الأحيان قد يكون صدور العفو الخاص حكمه بحد ذاته وقد يكون من اجل مداواة جراح خاصة او من اجل إنهاء مشاحنات محليه او الغايات اصلاحيه نبيلة قد عجزت عنه السلطتين التشريعية والقضائية عن يجاد حل لها .
وان المتتبع لتاريخ العفو الخاص ليجد ان اغلب قوانين العفو كانت عن أشخاص قد حكم عليهم سياسيا
وفي رائي ان العفو الخاص مهم جدا وان له الأثر الكبير في نفوس المجتمع اذ انه كثير ما يسدل الستار على جرائم ارتكبوها رجال السياسة ونجد ان هذا العفو اقرب الى النفوس ورضاء المجتمع واسدال المحبة بين الشعب والسلطة .
[glow=000000]الفرع السادس[/glow]
[glow=000000]
الأصول الواجب إتباعها للحصول على العفو الخاص
[/glow]
ان العفو الخاص كما ذكرناه سابقا هو منحه من جلالة الملك لشخص او عدد من الأشخاص ومن يريد العفو الخاص ماهي الطريقة التي تتبع للحصول على عفو خاص وهل كل من قدم بطلب عفو خاص يحصل عليه ؟
ان هناك أصول يجب ان تتبع عند تقديم طلب العفو الخاص يجب ان يوقع المحكوم عليه او وكيله القانوني او احد إفراد أسرته الى رئيس الوزراء ثم بعد ذالك يحول الى وزير العدل لبيان رأيه وبعد ذالك ينسب من قبل رئيس الوزراء وزير العدلية ويرفع الى جلالة الملك ليصدر العفو الخاص بإرادة ملكيه .
ونجد ان جميع الأحكام الجزائية تنفذ فور صدورها باستثناء عقوبة الإعدام فلا تنفذ الا بعد تصديق جلالة الملك على الحكم ,نجد ان المشرع كان له حكمه من هذا الأمر الا ان هذه العقوبة ليست سهله كما يتصورها البعض لذلك اراد المشرع ان يطلع جلالة الملك على هذا الحكم لبيان رائيه فيه سواء بالتصديق عليه او بدال الحكم بحكم اقل منه وفي جميع الأحوال يكون جلالة الملك مطلع على هذا الحكم ولا ينفذ الا بعد تصديقه عليه الا انه لو نفذ هذا الحكم لن يبقى للعفو فائده.
[glow=000000]الفرع السابع[/glow]
[glow=000000]
شروط اجراءات العفو الخاص
[/glow]
عند صدور العفو الخاص لابد من شروط معينه لهذا العفو ومن هذه الشروط
اولا:- يمنح العفو الخاص من قبل جلالة الملك بصفته ممثلا لسيادة آلامه ونجد ان المشرع الأردني أكد على هذا الأمر في نصوصه القانونية ونجد ان المادة(10) من قانون العقوبات العسكري نصت على ما يلي (لا توثر احكام هذا القانون على ما لجلالة الملك من حق العفو بمقتضى الدستور )
وكذلك نصت المادة (38 ) من الدستور الا ردني على ما يلي (للملك حق العفو الخاص وتخفيض العقوبة ، اما العفو العام يقرر بقانون خاص )
ونصت أيضا المادة (51) من قانون العقوبات الأردني على ما يلي " يمنح جلالة الملك العفو الخاص بناء على تنسيب مجلس الوزراء مشفوعاً ببيان راية " والعفو بطبيعة عمل من أعمال السيادة لا يخضع لاي مراجعه فالعفو يصدر عن الملك بإرادة ملكية يذكر فيه اسم العفو عنه والعقوبة المسقطة والعقوبة المتبقية اذا كان الإسقاط جزئيا والعقوبة المستبدلة ان وجدت ، وقد تصدر الإرادة الملكية بالعفو دون طلب من المحكوم علية وليس له ان يرفضها .
ثانيا :-يمنح العفو الخاص بعد صدور حكم جزائي مبرم اذا حتى يصدر العفو الخاص اشتراط المشرع ان يكون قد صدر بحق الشخص المعفو عنة حكماً قطعياً ، وهذا ما نصت علية المادة 51/2 من قانون العقوبات الأردني " ( لا يصدر العفو الخاص عمن لم يكن قد حكم عليه حكماً مبرما ) وغير قابل للطعن بالطرق العادية او بطرق النقض اي أغلقت أمام المحكوم عليه أبواب المراجعة القضائية
ثالثا : يمكن ان يكون العفو الخاص مقترن بشرط ويمكن ان يكون شرطيا بان يناط به الالزامات التالية او كثر من ذلك ويعود امر تقديرها لرئيس الدولة وهذا الامور قد اخذ بها المشرع السوري وهي .
· ان يحصل المدعي الشخصي على تفويض كله او بعضة
· ان يخضع للرعاية .
· ان يحصل المدعي على التعويض كلياً او جزائياً لمده لا تتجاوز ثلاث سنوات في الجناية
· ان يقدم المحكوم علية كفالة احتياطية [22]
[glow=000000]
المطلب الثالث
المقارنة بين العفو العام والخاص
[/glow]
ان قانون العفو العام وقانون العفو الخاص هما نظامان يستقلان كل منهم عن الا اخر وكذلك نجد ان العفو العام والخاص بنفس الوقت يتفقان في نقاط معينه ويختلفان في نقاط معينه ,لكن نجد ان كليهما يهدف الى الا فراج عن المحكوم عليه .
[glow=000000]
الفرع الاول
أوجه الشبه والاختلاف بين العفو العام والخاص في النقاط التالية
[/glow]
اولاً :-العفو العام يصدر بقانون عن السلطة التشريعية اما العفو الخاص يصد بمرسوم صادر عن جلالة الملك بالإرادة ملكيه سامية
ثانياً :-العفو العام يمحو بأثر رجعي كل ما يترتب على الجريمة من اثار جنائية لأنه يمحو الصفة الجنائية عن الفعل المرتكب اما العفو الخاص فلا يوثر على بقاء ما ترتب على الجريمة من اثار والا يمحو عنها الصفة الجنائية بل تبقى قائمه منتجه لأثارها
ثالثاً :-العفو العام عندما يصدر يشمل مرتكبي جرائم معينه دون تسميتهم او تحديد هم على وجه الخصوص اما العفو الخاص فانه يمنح بصفه شخصيه بذات يسمى بالا راده الملكية لذلك نجد ان العفو لا يستفيد منه الا من صدر العفو باسمه اما العفو العام فانه يستفيد منه الفاعلون والشركاء والمحرضين والمتدخلون على السواء
رابعاً :-العفو العام يصدر في اي وقت وفي اي مرحله تكون عليها الدعوى قبل تحريكها او بعد ذلك او بعد صدور الحكم بالادانه اما العفو الخاص فلا يصدر الا بعد ان يأخذ الحكم الدرجة القطعية
خامساً :-ان العفو العام يودي الى إلغاء العقوبة ومحو الادانه اما العفو الخاص فيودي الى انقضاء حق الدولة في تنفيذ العقوبة او بدالها او تنفيذ جزء منها
سادساً :-ان العفو العام يشمل العقوبات الاصلية والفرعية والاضافية اما العفو الخاص لا يشمل الا العقوبة الاصلية
وعلى الرغم من هذا الاختلاف بين العفو العام والخاص نجد إنهما يتفقان في نقاط معينه نذكرها
اولاً :-ابقى كل من العفو العام والخاص على حق الفريق المتضرر بالمطالبة بتعويض إمام القضاء الجزائي ضمن مهله حددها القانون وتبقى المحكمة الجزائية ذات اختصاص للنظر في الدعوى المدنية
ثانياً :-كلاهما يودي الى الإفراج عن المحكوم عليه
ثالثاً :-ونجد ان العفو العام والخاص لا يشملان الإصلاح والتدابير الاحترازية الا اذ نص قانون العفو على ذالك صرحه .
[glow=000000]الفرع الثاني[/glow]
[glow=000000]
قانون العفو العام رقم (6 ) لسنة 1999
[/glow]
نحن عبد الله بن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية
بمقتضى المادة (31 ) من الدستور
وبناء على ما قرره مجلسا الأعيان والنواب
نصادق على القانون الآتي ونأمر بإصداره وإضافته
الى قوانين الدولة
قانون رقم (6 ) لسنة1999
قانون العفو العام
[glow=000000]المادة 1-[/glow] يسمى هذا القانون (قانون العفو العام لسنة 1999 ) ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية .
[glow=000000]الماده2/أ[/glow] باستثناء ما هو منصوص عليه في المادة(3 )من هذا القانون تعفى إعفاء عام جميع الجرائم التي وقعت قبل18/3/1999,بحيث تزول حالة الإجرام من أساسها وتسقط كل دعوى جزائية وعقوبة أصليه كانت ام فرعيه تتعلق بأي من تلك الجرائم .
ب- يطبق الاعفاء المنصوص عليه في الفقرة السابقة على جميع جرائم المطبوعات والنشر أينما وردت.
الماده3- لا يشمل الاعفاء المنصوص عليه في المادة (2 )من هذا القانون الجرائم التالية سواء بالنسبة للفاعل الأصلي او الشريك او المتدخل او المحرض ,كما لا يشمل الاعفاء الشروع (التام )في اي منها والمنصوص عليها في المادة (70 )من قانون العقوبات
· التجسس.
· المخدرات والمؤثرات العقلية المنصوص عليها في المواد 8-11 و21 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 11-لسنة 1988 التعامل بالرق المنصوص عليها في المادة (5 )من قانون أبطال الرق لسنة 1929 .
· الخيانة المنصوص عليها في المواد 110 -117 من قانون العقوبات
· الفتنه المنصوص عليها في المواد 142 -146 من قانون العقوبات
· الإرهاب المنصوص عليها في المواد 147 -149 من قانون العقوبات
· جمعيات الاشرار المنصوص عليها في المادتين 157 -158 من قانون العقوبات
· الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة المنصوص عليها في المواد 170 -177 من قانون العقوبات
· تزوير البنكنوت والجرائم المتصلة بالمسكوكات المنصوص عليها في المواد 239 -255 من قانون العقوبات
· التزوير (الجنائي) المنصوص عليها في المواد 262 -265 من قانون العقوبات
· الجنح المخلة بآداب الاسرة المنصوص عليها في المواد 282 -286 من قانون العقوبات والاعتداء على العرض وتشمل الاغتصاب وهتك العرض والخطف المنصوص عليها في المواد 292 -302 من قانون العقوبات
· القتل قصدا والقتل مع سبق الاصرار المنصوص عليها في المواد 326 -328 من قانون العقوبات
· السرقة المنصوص عليها في المواد 400 -406 من قانون العقوبات .
· جرائم الشيك المنصوص عليها في المادة 421 من قانون العقوبات
· الإفلاس الاحتيالي المنصوص عليها في المادتين 1/438 و439 من قانون العقوبات
· الغش إضرار بالدائنين المنصوص عليها في المادتين 441 و442 من قانون العقوبات
[glow=000000]المادة-5 - [/glow] يخلى سبيل الموقوفين والمحكومين ممن تشملهم احكام هذا القانون بأمر يصدره رئيس النيابات العامة الى الجهات المختصة ,أما في القضايا التي ما زالت قيد النظر سواء إمام المحاكم او اي جهة أخرى ,فتصدر المحكمة او تلك الجهة حسب مقتضى الحال ,القرارات الازمه بشأنها تطبيقا لاحكام هذا القانون
[glow=000000]المادة 6- [/glow] تؤلف لجنه برئاسة رئيس محكمة التمييز ورئيس النيابة العامة والنائب العام لدى استئناف عمان والنائب العام لدى محكمة الجنايات الكبرى للنظر في كل اعتراض او اشكال او تفسير ينجم عن تطبيق احكام هذا القانون وتصدر اللجنة قراراتها بالإجماع او بالا كثريه ,وفي حال تساوي الأصوات يرجح الرأي الذي بجانبه رئيس اللجنه.
[glow=000000] الخاتمه[/glow]
الحمد الله الذي أعانني على كتابة هذا البحث المتعلق با العفو العام والعفو الخاص والتعليق عليه ، وما أنا إلا بشر أصيب وأخطئ فأن أصبت فتلك ما حاولت الوصول اليه منفعة لي ولزملائي من بعدي ، وأن أخطأت فان ذلك متروك للجنة الكريمة التي التمس منها تصويب أخطائي لأستفيد منها ما سهوت أو أخطأت فيها من تحليل أو كتابه أو اجتهاد .
ولقد بذلت جهدي لكتابه هذا البحث آملا أن أكون قد وفقت في تغطية هذا الموضوع الذي يصدر بين الفينه والأخرى ، وقد اعتمدت على خطتي لهذا البحث على ثلاثة مطالب وفي المطلب قمت بتعريف العفو العام و لمحه تاريخية عنه و أهميته و شروطه وكذلك مدى تطبيقة على الدعوة الجزائية و ألمدنيه و على الأشخاص و ما هي الاثار التي تترتب على العفو العام .
و في المطلب الثاني من هذا البحث تناولت العفو الخاص وقمت بتعريفه و لمحه تاريخية عنه و ما هي اهميتة ومن الجهة التي تصدر العفو الخاص و ما هي أثاره و طبيعته و في نهاية هذا المطلب تناولت شروط إجراءات العفو الخاص .
إما المطلب الثالث قمت با ألمقارنه بين العفو العام والعفو الخاص وما هي أوجه الشبه والاختلاف بينهما وفي الفرع الثاني من هذا المطلب أضفت قانون العفو العام سنة 1999 م على سبيل المثال لبين للقارى كيف يصدر هذا العفو .
هذه خلاصة جهدي وتفكيري كما أسلفت فان بشر أصيب و أخطئ أقدم هذا البحث المتواضع راجيا إن يكون ضمن المستوى المطلوب هذه دعواي إلي الله وعليه توكلت.
[glow=000000]التوصيات[/glow]
أولا : نتمنى على السلطة التشريعية عدم إصدار العفو العام لان كثرة إصدار هذا النوع من العفو يجعل المجرمين لا يكترثون للنصوص الجزائية لعلمهم انه قد يصدر عفو عنهم مما يجعلهم يعاودون لارتكاب جرائمهم .
ثانيا : العفو العام والعفو الخاص يفقد القرارات هيبتها القضائية .
ثالثا : العفو الخاص عاده يشمل الجرائم السياسية وهي التي تكون بحاجه لمثل هذا النوع من العفو فهو الأجدر با لإصدار من العفو العام .
رابعا: يجب عند إصدار العفو العام من قبل السلطة ألتشريعيه أن تمحص وتدرس هذا الأمر بشكل جيد بحيث لا يشمل جميع الجرائم والأشخاص الذين لم يعاقبو بعد
خامسا : ان يكون هناك فتره زمنيه بين العفو والأخر لا كما يحدث أحيانا إذ يصدر في نفس ألسنه أكثر من عفو وهذا ما حصل في الأردن .
سائلا المولى عز وجل أن أكون قد وفقت با اختيار بحثي هذا والحمد الله رب العالمين.
[glow=000000] المراجع[/glow]
1- القران الكريم
2- شرح قانون العقوبات الأردني القسم العام د. محمد الحلبي ط1
3- شرح الأحكام العامة في قانون العقوبات – د. محمد ابراهيم اسماعيل – القاهرة
4- محاضرات في قانون أصول المحاكمات الجزائي الأردني والمقارنة – د. فاروق الكيلاني ط2
5- قانون العقوبات – القسم العام – د. عبود السراج
6- شرح قانون العقوبات اللبناني - د. محمود نجيب حسني
7- أصول المحاكمات الجزائية- د. محمد الفاضل
[glow=000000] القوانين[/glow]
1- الدستور الأردني
2- قانون العقوبات الأردني
3- قانون العقوبات العسكري
4- قانون أصول المحاكمات الجزائية
5- قوانين العفو العام الصادرة
[glow=000000]اجتهادات محكمة التمييز الأردنية[/glow]
[1] سورة النور آية 21
[2] الدكتور محمد الحلبي شرح قانون العقوبات الأردني ط 1 صفحة 609
[3] فاروق الكيلاني محاضرات في قانون الأصول الجزائية ط 2 الجزء الأول ص 285
[4] عبود السراج قانون العقوبات القسم العام ص 388
[5] محمد نجيب حسني – شرح قانون العقوبات اللبناني ص 873
[6] محمد الفاضل – أصول المحاكمات الجزائية ص 150
[7] سورة النور آية 21
[8] الدكتور محمد إسماعيل – شرح الأحكام العامة لقانون العقوبات ص 804
[9] فاروق الكيلاني – محاضرات في قانون الأصول الجزائية ط 2 الجزء الأول
[10] قرار تمييز جزاء 18/2003ص2920ستة 2003
[11] قرار تمييز جزاء 72/58/مجلة نقابة المحاميين ص605السنة السادسة
[12] قرار تمييز جزاء76/1953مجلة نقابة المحاميين ص423السنة الاولى
[13] قرار تمييز جزاء 1014/99 مجلة نقابة المحاميين ص2365سنة 2002
[14] تمييز جزاء65/65 مجلة نقابة المحاميين ص129لسنة 1966
[15] تمييز جزاء 135/73 مجلة نقابة المحاميين ص216لسنة 1974
[16] محمد الحلبي شرح قانون العقوبات الاردني ط 1ص 605
[17] محمد اسماعيل شرح الاحكام العامة في قانون العقوبات ص795
[18] محمود نجيب شرح قانون العقوبات اللبناني ص 855
[19] عبود السراج قانون العقوبات القسم العام ص384
[20] محمد نجيب شرح قانون العقوبات اللبناني ص827-835
[21] جريدة العرب اليوم تاريخ 29/9/2006
[22] الدكتور عبود السراج قانون العقوبات العام ص386
المفضلات